فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة يوسف عليه السلام:
211- مسألة:
قوله تعالى في يوسف عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} وفي القصص في موسى عليه السلام: {بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}؟
جوابه:
أن يوسف عليه السلام: نبه على ما يراد منه قبل بلوغ الأربعين برؤياه الكواكب والوحي حين ألقى في الجب، وإلهامه علم التعبير، وغير ذلك مما كان في زمان حداثته، وهو تعريضه بما يراد منه.
وموسى عليه السلام: لم يعلم المراد منه ولا نبه عليه قبل بلوغ الأربعين وقبل مفارقة شعيب، فناسب قوله فيه: {وَاسْتَوَى} لاسيما على قول الأكثر أن الاستواء: بلوغ الأربعين، لأنها كمال العقل والنظر.
والخلاف في الأشد، والاستواء مشهور ولم يقل أحد أنه دون البلوغ.
212- مسألة:
قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} هنا، وفى الحج.
وفى مواضع أخر: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} بالواو.
جوابه:
أن كل موضع يكون ما قبله سببا لما بعده كان بالفاء للسببية، وإن لم يكن سببا لما بعده كان بالواو العاطفة، لأنها تعطف جملة على جملة، بيان ذلك:
لما تقدم في يوسف عليه السلام: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} قال: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}
فينظروا ويسمعوا أخبار الرسل وما جرى على من كذبهم.
ولذلك في الحج لما تقدم: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}
قال: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} فيتدبروا أحوال الماضين منهم.
213- مسألة:
قوله تعالى: {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ}.
وفى الأعراف: {وَالدَّارُ الْآخِرَةُ}؟.
جوابه: أن هنا تقدم ذكر الساعة، فكأنه قال تعالى: {ولدار} الساعة {الآخرة} وفى الأعراف: تقدم قوله: {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} فناسب: {وَالدَّارُ الْآخِرَةُ}. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ليس في القرآن غيره أي {عليم}: علَّمك تأويلَ الأَحاديث، {حكيم}: اجتباك للرّسالة.
قوله: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} في موضعين، وليس بتكرار؛ لأَنَّه ذكر الأَوّل حين نُعِى إِليه يوسف، والثَّانى حين رُفع إِليه ما جرى على بنيامين.
قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} ومثلها في القصص.
وزاد فيها {واستوى}؛ لأَنَّ يوسف عَليه السّلام أُوحى إِليه وهو في البئر، وموسى عليه السّلام أُوحى إِليه بعد أَربعين سنة.
وقوله {واستوى} إِشارة إِلى تلك الزِّيادة.
ومثله {وبلغ أَربعين سنة} بعد قوله: {حتى إِذا بلغ أَشُدَّهُ}.
قوله: {مَعَاذَ اللَّهِ} هنا في موضعين، وليس بتكرار؛ لأَنَّ الأَوّل ذكره حين دعته إِلى المواقعة، والثانى حين دُعى إِلى تغيير حكم السّرقة.
قوله: {قُلْنَ حَاشَ للَّهِ} في موضعين: أَحدهما في حضرة يوسف، حين نَفَين عنه البشرية بزعمهنَّ، والثانى بظهر الغَيب حين نَفَين عنه السّوءَ.
قوله: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} في موضعين ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأَوّل من كلام من صاحبى السّجن ليوسف، والثانى من كلام إِخوته له.
قوله: {ياصَاحِبَيِ السِّجْنِ} في موضعين: الأَوّل ذَكَره يوسف حين عدل عن جوابهما إِلى دعائهما إِلى الإِيمان.
والثانى حين عاد إِلى تعبير (رؤياهما)؛ تنبيهًا على أَنَّ الكلام الأَوّل قد تمّ.
قوله: {...} كرّر {لعلِّى} مراعاةً لفواصل الآى.
ولو جاءَ على مقتضى الكلام لقال: لعلىّ أَرجع إِلى النَّاس فيعلموا، بحذف النون على الجواب.
ومثله في هذه السّورة سواءً قوله: {...} أي لعلَّهم يعرفونها فيرجعوا.
قوله: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجِهَازِهِمْ} في موضعين: الأَوّل حكاية عن تجهيزه إِيّاهم أَوَّل ما دخلوا عليه.
والثانى حين أَرادوا الانصراف من عنده في المرّة الثانية.
وذكَرَ الأَوّل بالواو؛ لأَنَّه أَوّل قَصَصهم معه، والثَّانى بالفاءِ، عطفًا على: {وَلَمَّا دَخَلُواْ} وتعقيبًا له.
قوله: {تالله} في ثلاثة مواضع: الأَوّل يمين منهم أَنهم ليسوا سارقين، وأَنَّ أَهل مصر بذلك عالمون، والثَّانى يمين منهم أَنَّك لو واظبت على هذا الحزن والجَزَع تصير حَرَضًا، أَو تكونُ من الهالكين، والثالث يمين منهم أَنَّ الله فضَّله عليهم، وأَنَّهم كانوا خاطئين.
قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ} وفى الأَنبياءِ: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ} بغير {مِن} لأَن قبل اسم للزَّمان السّابق على ما أَضيف إِليه، و (مِن) يفيد استيعاب الطَّرفين، وما في هذه السّورة للاستيعاب.
وقد يقع (قبل) على بعض ما تقدم؛ كما في الأَنبياءِ، وهو قوله: {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ} ثم وقع عقِبه: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ} فحذف (مِن) لأَنَّه هو بعينه.
قوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ} بالفاءِ.
وفى الروم والملائكة بالواو؛ لأَنَّ الفاءَ يدلّ على الاتِّصال والعطف، والواو يدلّ على العطف المجرّد.
وفى هذه السّورة قد اتَّصلت بالأَوّل؛ كقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ} حال مَن كذَّبهم وما نزل بهم، وليس كذلك في الرّوم والملائكة.
قوله: {وَلَدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ} بالإِضافة، وفى الأَعراف: {وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ} على الصّفة؛ لأَنَّ هنا تقدّم ذكرُ السّاعة، فصار التقدير: ولدار السّاعى الآخرة، فحذف الموصوف، وفى الأَعراف تقدّم قوله: {عَرَضَ هذا الأَدْنَى} أي المنزل الأَدنى، فجعله وصفًا للمنزل، والدّار الدّنيا والدّار الآخرة بمعناه، فأُجْرى مُجْراه.
تأَمّل في السّورة فإِنَّ فيها برهان أَحسنِ القصص. اهـ.

.قال الكَرْماني:

سورة يوسف:
221- قوله تعالى: {إن ربك عليم حكيم} 6 ليس في القرآن غيره أي عليم علمك تأويل الأحاديث حكيم باجتنابك للرسالة.
222- قوله: {بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل} 18 83 في هذه السورة في موضعين ليس بتكرار لأنه ذكر الأول حين نعى إليه يوسف والثاني لما رفع إليه ما جرى على بنيامين.
223- قوله: {ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما} 22 ومثلها في القصص في قصة موسى وزاد فيها {واستوى} 14 لأن يوسف عليه السلام أوحى إليه وهو في البئر وموسى عليه السلام أوحى إليه بعد أربعين سنة وقوله: {واستوى} إشارة إلى تلك الزيادة ومثله: {وبلغ أربعين سنة} بعد قوله: {حتى إذا} زاد {بلغ أشده} 15، 46 والخلاف في أشده قد ذكر في موضعه.
224- قوله: {معاذ الله} 23 في هذه السورة في موضعين ليس بتكرار لأن الأول ذكر حين دعته إلى المواقعة والثاني حين دعى إلى تغيير حكم السرقة فليس بتكرار.
225- قوله: {قلن حاش لله} 31، 51 في الموضعين أحدهما في حضرة يوسف عليه السلام حين نفين عنه البشرية بزعمهن والثاني بظهر الغيب حين نفين عنه السوء فليس بتكرار.
226- قوله: {إنا نراك من المحسنين} 36، 78 في موضعين ليس بتكرار لأن الأول من كلام صاحبي السجن ليوسف عليه السلام والثاني من كلام إخوة يوسف ليوسف.
227- قوله: {يا صاحبي السجن} 39، 41 في موضعين الأول منهما ذكره يوسف حين عدل عن جوابهما إلى دعائهما إلى الإيمان والثاني حين دعياه إلى تعبير الرؤيا لهما تنبيها على أن الكلام الأول قد تم.
228- قوله: {لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} 46 كرر لعل رعاية لفواصل الآي إذ لو جاء بمقتضى الكلام لقال لعلي أرجع فيعلموا بحذف النون على الجواب ومثله في هذه السورة سواء قوله: {لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون} 62 فمقتضى الكلام لعلهم يعرفونها فيرجعوا.
229- قوله: {تالله} 73، 85، 91، 95 في أربعة مواضع الأول يمين منهم أنهم ليسوا سارقين وأن أهل مصر بذلك عالمون والثاني يمين منهم أنك لو واظبت على الحزن تصير حرضا أو تكون من الهالكين والثالث يمين منهم أن الله فضله عليهم وإنهم كانوا خاطئين والرابع ما ذكره وهو قوله: {قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم} 95 وهو يمين من أولاده على أنه لم يزل على محبة يوسف.
230- قوله: {وما أرسلنا من قبلك} 109 وفي الأنبياء {وما أرسلنا قبلك} 7 بغير من لأن قبل اسم للزمان السابق على ما أضيف إليه ومن تفيد استيعاب الطرفين وما في هذه السورة للاستيعاب وقد يقع قبل على بعض ما تقدم كما في الأنبياء في قوله: {ما آمنت قبلهم من قرية} 6 ثم وقع عقيبها {وما أرسلنا قبلك} 7 بحذف من لأنه بعينه.
231- قوله: {أفلم يسيروا في الأرض} 109 بالفاء وفي الروم 9 {والملائكة} 44 بالواو لأن الفاء تدل على الاتصال والعطف والواو تدل على العطف المجرد وفي السورة قد اتصلت بالأول لقوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا} حال من كذبهم وما نزل بهم من العذاب وليس كذلك في الروم والملائكة.
232- قوله: {ولدار الآخرة خير} 109 وفي الأعراف {والدار الآخرة خير} 169 على الصفة لأن في هذه السورة تقدم ذكر الساعة وصار التقدير ولدار الساعة الآخرة فحذف الموصوف وفي الأعراف تقدم قوله: {عرض هذا الأدنى} 169 أي المنزل الأدنى فجعله وصفا للمنزل والدار الدنيا والدار الآخرة بمعناه فأجرى مجراه تأمل في هذه السورة فإن فيها برهانا لأحسن القصص. اهـ.